الله الله الله

الله الله الله
لااله الاالله محمد رسول الله

القطب الاوحـــــــــــد وشيخ الرجال /على عبدالله ابى الحسن الشاذلى امام كل الأولياء الحسيب النسيب

القطب الاوحـــــــــــد وشيخ الرجال /على عبدالله ابى الحسن الشاذلى امام كل الأولياء الحسيب النسيب
هو /سيدى على عبدالله ابى الحسن الشاذلى قطب الاقطاب وامام الأولياء

الشيخ عمران احمد عمران قطب عصرة شيخ الطريقة الشاذلية العمرانية بمصر قاطبة

الشيخ  عمران احمد عمران قطب عصرة شيخ الطريقة الشاذلية العمرانية  بمصر قاطبة
سيدى الشيخ /عمران احمد عمران شيخ الطريقة الشاذلية العمرانية وقطب عصرة وزمانة رضى الله عنه

الشيخ يسن الشريف شيخ الطريقة الشاذلية بسوهاج والحاج محمد صالح الشريف شيخ الطريقة البرهانية

الشيخ يسن الشريف شيخ الطريقة الشاذلية بسوهاج والحاج محمد صالح الشريف شيخ الطريقة البرهانية
الساده الاشراف

الشيخ يسين الشريف

الشيخ يسين الشريف
سيخ الطريقة الشاذلية العمرانية بساقلتة وخليفة الشيخ عمران احمد عمران عن مركز ساقلتة واخميم ودار السلام والبلينا ومحافظة سوهاج

الجمعة، 19 مارس 2010

﴿التوسل بالنبي وآل البيت والأولياء والصالحون ﴾
يا أيُها الذَّين آمَنُوا اتَّقوا الله وابتغوا إليه الوَســــــــــيلَةً
التوسل بالنبي :
ما ورد على ضوء الكتاب والسنة:
-تأتي كل أمة يوم القيامة مع رسولها ، فلا أمة أفضل من هذه الأمة ، ولا رسول كرسولنا صلي الله عليه وسلم رتبة وقدرا . ورسولنا العظيم أرسله الله تعالي ، لدينه موضحا ، وبالحق مفصحا ، ولتوحيده معلناَ .
أظهر الله تعالي له صلي الله عليه وسلم من أعلام نبوته بعد ثبوتها بمعجزة القرآن ، وأستغنائيه عما سواه من الدليل والبرهان ، ما جعله زيادة أستبصار يحج به من قلت فطنته
ورسولنا النبي الأمي صلي الله عليه وسلم الذي شأنه فوق كل شأن ومقامه الذي اصطفاه الله ، والذي لا تدرك العقول الراجحة كنه أسرار اصطفائه ، واجتنابه الرباني الذي لا تحبط الألباب الواعية بجزء مقتضيات اجتبائه ، لا غرابة أن جعل الله أمره خارقا للعادة ، حتى كان بشراَ ، وليس كسائر البشر ، ، ورسولا ، وليس كسائر الرسل ، بل كان رحمة من الله للعالمين ، ونبيا مرسلا لا كسائر الأنبياء والمرسلين حيث يقول صلوات الله ربي وسلامه عليه :
(أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لى الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة. وكان النبي يبعث إلي قومه خاصة ، وبعثت إلي الناس عامة ) ( أخرجه البخاري ومسلم والنسائي عن سيدنا جابر رضي الله عنه
وهو الذي خصه الله بالشفاعة العظمي وأعطاه المقام المحمود وحده ، فلا غرابة أن نتوجه إلي الله تعالي متوسلين إليه بجاهه العظيم عنده ، وبمكانته وبمنزلته الرفيعة السامية وبمحبته صلي الله عليه وسلم ،لله ومحبة الله تعالي له وبالسر والأسرار التي بينه صلي الله عليه وسلم وبين ربه سبحانه.
فلا غرابه أن نتوسل به صلي الله عليه وسلم عند الضرورة وعند ألحاجه وأن الله شرع لنا هذا في قوله تعالي :
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) ويقول سبحانه:( أولئك الذين يدعون يبتغون إلي ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه )
والوسيلة : ما يتقرب به إلي الغير:
والجمع الوسل ، والوسائل ، والتو سيل، والتوسل واحد ، يقال : وسل فلان إلي ربه وسيلة ، وتوسل إليه بوسيلة ، إذا تقرب إليه بعمل ، وهى أيضا كل ما جعله الله سبا في القربى عنده ، ووصلة إلى قضاء الحوائج منه .
ولفظ الوسيلة عام في الآيتين ، فهو شامل للتوسل بالذوات الفاضلة من الأنبياء والصالحين ، في الحياة وبعد الممات ، وبإتيان الأعمال الصالحة علي الوجه المأثور به والتوسل بها بعد وقوعها ، كما وقع من الثلاثة الذين آووا إلي الغار فنزل السيل فألقي علي الغار صخرة سدت فمه ( وهو في الصحيح البخاري) وأنهم قالوا ( لا ينجيكم الله مما أنتم فيه الا أن تدعوا الله تعالي بصالح ما عملتم ) فدعا كل منهم فاستجاب الله لهم وفرج عنهم .
--- وظاهر : أن توسلهم في دعائهم بالعمل غير التوسل بإتيان العمل وفعله ، لأنهم في الغار ، ولم يفعلوا هذه الأعمال وهم في الغار ، بل تضرعوا إلي الله سبحانه وتعالي ، فكان ما نالوا من تفريج ما هم فيه ليس بسبب العمل نفسه بل عن الدعاء به ، ومنه يتبن أن المدار في المتوسل به علي أن يكون عند الله حرمة وقدر
- أخرج الطبراني في معجمه ، الكبير والأوسط ، بسند رجاله رجال الصحيح ، وابن حبان والحاكم ، عن أنس أنه قال : لما ماتت فاطمة بنت أسد أم سيدنا علي رضي الله عنهما ، دخل عليها رسول الله صلي الله عليه وسلم................الحديث وفي آخرة:
أنه لم فرغ من حفر لحدها دخل رسول الله صلي الله عليه وسلم فاضطجع فيه وقال : ( الله الذي يحي ويميت ، وهو حي لا يموت ، أغفر لأمي فاطمة بنت أسد ، ولقنها حجتها ، ووسع عليها مدخلها ، بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فأنك أرحم الراحمين).
ففي هذا الحديث الثابت ، توسله عليه الصلاة والسلام ، إلى ربه بذاته ، التي هي أرفع الذوات قدرا ، وبإخوانه النبيين ، وجلهم كانوا أمواتا ؟ أم بهؤلاء المبتدعة ، المغالين في بدعتهم ، في منع التوسل بمن مات من الأنبياء والصالحين
أخرج البيهقى في دلائل النبوة - وقد ألتزم ألا يذكر في هذا الكتاب حديثا موضعا - والطبراني في معجمه الصغير . والحاكم في المستدرك ،واللفظ للطبراني ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لما اقترف آدم الخطيئة قال : يارب .. أسألك بحق محمد إلا غفرت لي ؟ فقال الله _تعالى_ : يا آدم .. كيف عرفت محمدا ولم أخلقه ؟ قال : يارب ، أنك لما خلقتني رفعت رأسي ، فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: "لا اله إلا الله ، محمد رسول الله " ، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك . فقال الله تعالى : صدقت يا آدم ، أنه لأحب الخلق إلى ، وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ، ولو محمد ما خلقتك ".
وصححه الطبراني وزاد فيه :"وهو آخر الأنبياء من ذريتك".
وفى هذا الحديث ،التوسل برسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ، قبل أن يتشرف هذا العالم بوجوده ، وأن المدار في صحة التوسل ، أنه لا يشترط كونه حيا فى دار الدنيا ، ويعلم من هذا أن القول بأن التوسل لا يصح بأحد إلا وقت حياته فى دار الدنيا ، قول من اتبع هواه بغير هدى من الله _تعالى_.
فالتوسل بسيدنا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ، والتوسل بسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، والتوسل بالصالحين من عباد الله سبحانه ، والاستغاثة بهم جميعا ، على النحو الذي عليه الأمة ، من اعتقاد أنهم عباد مكرمون مقبولو الشفاعة ، عند الله _تعالى_ بفضله ، هو مما أجمعت عليه الأمة ودل عليه الكتاب ، ونطقت به صحاح السنة وأقوال العلماء . ولم يتوقف في جوازه ولا في استحبابه ولا في سنيته أحد من أهل العلم والفضل من عهد الصحابة _رضي الله عنهم_.
ولقد كان من عهد الصحابة رضوان الله تعالى عليهم _ ومن بعدهم من سلفنا الصالح وحتى اليوم من التراث العلمي ما يحث على التوسل ويرغب فيه ويأمر به وينهى عن تركه بل ويحث أيضا على التشفع بالنبي _صلى الله عليه وسلم_ إلى الله سبحانه وتعالى .
وجواز التوسل على ضوء ما ذكرنا وحسنه يعد بحق من الأمور المعلومة لكل ذي دين والمعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين وسير السلف الصالحين والعلماء والعوام من المسلمين .
وفى قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ في خطبته بمحضر الصحابة والتابعين ، فى حق العباس : " واتخذوه وسيلة إلى الله سبحانه" ، الدلالة الواضحة على أنهم لم يكونوا يفهمون من الوسيلة إلا الأعمال فقط ، بل ابتغاء الوسيلة عندهم شامل للتوسل بالأنبياء والصالحين وما يتعلق بهم .
ومعاذ الله أن يقول أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، انه صلوات الله وسلامه عليه ، لا يتوسل به بعد وفاته ، أو يقول ذلك فقيه من الفقهاء لدينه ، أو عالم متبحر فى سنة نبيه ، بصير بأسرار الشريعة ، بل لم ينكر ذلك أحدا من أهل الأديان ولا سمع به في زمن من ألزمان ، حتى جاء المنكر فتكلم في ذلك بكلام يلبس فيه على الضعفاء الأغملر
وعلي أي حال من الأحوال ، ومهما بلغ قول المنكر من الإنكار ، فأن التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام ، جائز فى كل حال ، قبل خلقه وبعد خلقه ، فى مدة حياته ، وفى مقامه الشريف ، وبعد البعث يوم القيامة ، والجنة
والتوسل علي ثلاثة أنواع :
1- النوع الأول :
أن التوسل به ( أن طالب الحاجة يسأل الله تعالي به ، أو بجاهه أو ببركته ولا فرق من التوسل بذي القدر الرفيع قبل وجوده . وبعد وجوده . في حياته الدنيا 0 فى الآخرة 0 فيجوز ذلك فى كل الأحوال 0
أما الحالة الأولي :
قبل خلقه فيدل على ذلك في آثار عن الأنبياء الماضين ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين 0أقتصرنا منها ماورد0
وهو ما رواه الحاكم أبو عبد الله لأي المستدرك علي الصحيحين قال: حدثنا أبوسعيد عمرو بن محمد ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :( لما أقترف آدم عليه السلام الخطيئة : قال يارب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي ، فقال الله: يا آدم 00 وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه ؟ قال يارب : لأنك لما خلقتني بيدك ، ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا : "لا اله إلا الله محمد رسول الله " فعرفت أنك لم تضف إلى أسمك إلا أحب الخلق إليك ، فقال الله تعالى : صدقت يا آدم ، أنه لأحب الخلق إلى ، وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ، ولولا محمد ما خلقتك " . قال الحاكم : هذا صحيح الإسناد . ورواه البيهقى أيضا في " دلائل النبوة" . وذكره الطبراني وزاد فيه :"وهو آخر الأنبياء من ذريتك".
وذكر الحاكم في مستدركه وعبد الرزاق في مصنفه وابن أبى شيبة في مسنده : عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس _رضي الله عنهما _ قال : "أوحى الله إلى عيسى عليه السلام ، يا عيسى آمن بمحمد ، وأمر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به ، فلولا محمد ما خلقت آدم ، ولولاه ما خلقت الجنة والنار ، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه : "لا اله إلا الله محمد رسول الله ، فسكن " .
ولا شك أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، له عند الله قدر على مرتبة رفيعة وجاه عظيم .
وفى العادة أن من كان له عند الشخص قدر ، بحيث أنه إذا شفع عنده قبل شفا عته ، فإذا انتسب إليه شخص في غيبته ، وتوسل بذلك وتشفع به فلا حرج ، وان لم يكن حاضرا ولا شافعا ، وعلى هذا التوسل بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، قبل خلقته .
ولسنا في ذلك سائلين غير الله تعالى ، ولا داعين إلا إياه ، ويكون ذكر المحبوب أو التعظيم سببا في ذلك للإجابة ، كما في الأدعية الصحيحة المأثورة :-
" أسألك بكل اسم لك ، وأسألك بأسمائك الحسنى ، وأسألك بأنك أنت الله ، وأعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وبك منك " .
وحديث الغار الذي فيه الدعاء بالإعمال الصالحة وهو من الأحاديث الصحيحة المشهورة :
وهو ما رواه البخاري ومسلم في تصحيحيهما عن ابن عمر رضي الله عنه ـ اللفظ للبخاري ـ أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال :ـ "بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر، فآووا إلى غار فانطبق عليهم ، فقال بعضهم لبعض : انه والله يا هؤلاء لا ينجيكم الا الصدق . فليدع كل رجل منكم بما يعلم قد صدق فيه ،
فقال واحد منهم :ـ اللهم إن كنت تعلم أنه كان لدى أجير ، عمل لي على فرق أرز ، فذهب وتركه ، وأنى عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته : فصار من آمره ، إني اشتريت منه بقرا ،وانه آتاني يطلب أجره فقلت : أعمد إلى تلك البقر ، فسقها ، فقال لي : إنما لي عندك فرق أرز فقلت له : أعمد الى تلك البقر فإنها من ذلك الفرق ، فساقها ، فان كنت تعلم أنى فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ، فان زاحت عنهم الصخرة .
فقال الآخر :ـ اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لى ، فأبطأت عليهم ليلة ، فجئت وقد رقدا ، وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع ، فكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواى ، فكرهت أن أوقظ هما وكرهت أن أدعهما فيستكنا لشربتهما ، فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر ، فان كنت تعلم إني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساجت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء .
فقال الآخر:ـ اللهم أن كنت تعلم أنه كان لى ابنه عم أحب الناس الى ، وأنى راودتها عن نفسها ن فأنت إلا أن آتيها بمائة دينار ، فطلبتها حتى قدرت ، فأتيتها بها ، فدفعتها اليها فأمكنتني من نفسها ، فلما قعدت بين رجليها ، قالت : اتق الله 000 ولا تفض الخاتم إلا بحقه ، فقمت وتركت المئة دينار ، فان كنت تعلم أنى فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ، ففرج الله عنهم فخرجوا " .
ففي هذا الحديث جواز التوسل بالعمل الصالح ، حيث أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، وذكره في معرض الثناء ، يقول الأمام النووي رضي الله عنه 0 ( أستدل أصحبنا بهذا ، علي أنه يستحب للإنسان ، أن يدعو في حال كربه ، وفي دعاء الاستسقاء وغيره ، بصال عمله ، ويتوسل إلى الله تعالى به ، لأن هؤلاء فعلوه فاستجاب لهم ، وذكره النبي صلى الله عليه وسلم في معرض الثناء عليهم بجميل فضائلهم
هذا عن التوسل بصالح الأعمال ، أما التوسل بالدعاء ، بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وشفا عته ، فيدل عليه قوله تعالي : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله ، واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما
وفى الحديث الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن رجلا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ، فقال يا رسول الله ، هلكت المواشي ، وانقطعت السبل فادع الله أن يغيثنا 0 قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال ( اللهم أسقنا ، اللهم أسقنا
قال أنس : ولا والله ما نري في السماء من سحابه ولا قزعة ولا شيئا ، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال : فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس ، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت ، قال والله ما رأينا الشمس ستا ، ثم دخل رجل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب ، فاستقبله قائما فقال : يا رسول الله ، هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها ، قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال : (اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم علي الآكام والجبال والآجام والظراب والأودية ، ومنابت الشجر)0قال : فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس 0
فالنبي صلى الله عليه وسلم أقر هذا الأعرابي علي التوسل به ، وسعى في تحقيق ما توسل اليه0 وسعى في تحقيق ما توسل إليه ، ولم يصدر عنه ما يشير الى أن الدعاء الصادر من الشخص لنفسه ، أولى من دعاء غيره له ، بناء على طلبه ، بل لقد دل بإقراره صلى الله عليه وسلم 0 واستجابته ، على أن طلب الدعاء من الغير أرجى للإجابة ، إذا كان المطلوب منه الدعاء من أهل التقوى والصلاح
وإذا كان هذا عن التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم فأن التوسل بدعاء غير النبي صلى الله عليه وسلم ، قد سنه لنا ، حينما قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقد أستأذنه في العمرة فأذن له وقال: ( لا تنسنا يا أخي من دعاءك )0
وسنه لعمر ولغيره تبعا له 0 فيما رواه مسلم في الصحيحين ، عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، ( إن خير التابعين رجل يقال له أويس ، وله والده ، وكان به بياض ، فمروه فليستغفر لك
وفي رواية :( وله والدة هو بها بار ، لو أقسم على الله لأبره ، فأن أسطعت أن يستغفر لك فافعل ): وقد طلب عمر منه أن يستغفر له ، فد ذلك علي جواز التوسل بدعاء المسلمين 0 ولو كان الداعي أقل درجة من المدعو له 0ومما يدل علي ذلك أيضا ، حثه صلى الله عليه وسلم لنا ، على سؤال الله له الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود ، وسؤالنا الله أن يصلى عليه ، وما إلي ذلك 0 وهذا من أوجه التوسل التي لا يمانع فيها أحد من العلماء
فالمسئول في هذه الدعوات كلها ، هو الله وحده لا شريك له ،
كذلك السؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ليس سؤالا للنبي صلى الله عليه وسلم ، بل هو سؤال لله ، وإذا جاز السؤال بالأعمال وهى مخلوقة ، فالسؤال بالنبي صلى الله عليه وسلم من باب أولي ، ولا يسمع الفريق بأن الأعمال تقتضي المجازاة عليها ، لأن استجابة الدعاء لم يكن عليها ، وإلا لحصلت بدون ذكرها ، وإنما كانت علي الدعاء بالأعمال ، وليس هذا المعنى مما تختلف فيه الشرائع حتى يقال ان ذلك شرع من قبلنا ، فأنه لو كان ذلك مما يخل بالتوحيد لم يجئ فى ملة من المال ،فأن الشرائع كلها متفقه على التوحيد فما المانع من الدعاء بذلك ، فان اللفظ إنما يقتضى أن المسئول به قدرا عند المسئول . وتارة يكون المسئول به أعلى من المسئول.
أما الباري سبحانه وتعالي ، كما في قوله ( من سألكم بالله فأعطوه) فالمسئول به هو الله سبحانه وتعالي ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وفى حديث : الأبرص ، والأقرع ، والأعمى : ( أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن ، والجلد الحسن ....) الحديث
وأما بعض البشر ، ويحتمل أن يكون من هذا القسم قول عائشة لفاطمة ( أسالك بما لي عليك من حق) وتارة يكون المسئول أعلم من المسئول به ، كما في سؤال الله تعالي بالنبي صلى الله عليه وسلم، فانه لاشك أن للنبي صلى الله عليه وسلم قدرا عند الله سبحانه . ومن أنكر ذلك فليس من الإسلام في شئ . فمتي قال أسالك بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فلا اعتراض عليه ولاشك في جوازه ، وإذا قال : بحق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والمراد بالحق الرتبة والمنزلة ، والحق الذي جعله الله علي الخلق ، أو الحق الذي جعله الله بفضله له عليه ، كما في الحديث الصحيح ، قال ( فما حق العباد علي الله ؟ وليس الحق الوجوب فأنه لا يجب علي الله شئ )
الحالة الثانية؛
التوسل به بعد خلقه صلى الله عليه وسلم في مدة حياته ( ما رواه الترمذي ) في كتاب الدعوات : عن عثمان بن حنيف أن رجل ضرير أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال أدع الله أن يعافني . قال إن شئت صبرت فهو خير لك قال فادعه : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوئه ويدعو بهذا الدعاء ( اللهم أني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد ، نبي الرحمة ، يا محمد إني توجهت بك إلي ربي في حاجتي لتقضى
عدة أدلة عن جواز التبرك و التوسل
قال الله تعالى في سورة القصص{ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ}قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعض أحوال يوم القيامة "إن الشمس تدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد فيشفع ليقضى بين الخلق" رواه البخاري في كتاب الزكاة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت لكم" رواه البزار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون".أه أورده الحافظ ابن حجر على أنه ثابت في الفتح وذلك لما التزمه أن ما يذكره من الأحاديث شرحا أو تتمة لحديث في متن البخاري فهو صحيح أو حسن ذكر ذلك في مقدمة الفتح. روى الإمام مسلم في صحيحة كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى عليه السلام قال: حدثنا هدّابُ بنُ خالد وشيبانُ بنُ فَرّوخٍ قالا: حدّثنا حماد بنُ سَلَمةَ عن ثابتٍ البُناني وسُليمان التميمي عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتيتُ (وفي رواية هدّابٍ: مررتُ) على موسى ليلةَ أُسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يُصلي في قبره". أه ـقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي من بعيد أُعلمته". قال الحافظ في الفتح وسنده جيد.اهـ ورواه البيهقى في حياة الأنبياء بلفظ من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى عليَّ عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا منه أُبلغته". وقال الإمام أحمد بن زيني دحلان في كتابه الدرر السُّنية في الرد على الوهابية: اعلم رحمك الله أن زيارة قبر نبينا صلى الله عليه وسلم مشروعة مطلوبة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة أما الكتاب فقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً} دلت الآية على حث الأمة على المجيء إليه صلى الله عليه وسلم والاستغفار عنده واستغفاره لهم وهذا لا ينقطع بموته.اهـ فإن قال قائل: إن هذا خاص بحياته صلى الله عليه وسلم، قلنا: هذا تخصيص ودعوى التخصيص تحتاج إلى دليل، والدليل قائم على خلاف ذلك، والذي يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم". هذا الحديث رواه البزار ورجاله رجال الصحيح كما قال الحافظ الهيثمي في مجمعه.وقال الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى سنده صحيح وكذلك قال عنه الحافظ زين الدين العراقي إسناده جيد كما في طرح التثريب وكذلك ابنه ولي الدين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قال إذا خرج إلى المسجد: اللهم أني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا، فاني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، فأسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك". رواه ابن ماجة وأحمد والطبراني والبيهقي ألف علماء الإسلام الكتب في الاستشفاع والتوسل نذكر منها: 1-كتاب الوفاء في فضائل المصطفى لابن الجوزي، أفرد بابا حول التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبابا للاستشفاء بقبره الشريف.2-شفاء السقام لتقي الدين السبكي حيث تعرض لمسئلة التوسل بشكل تحليلي معتبر.3-مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام لمحمد بن نعمان المالكي وغيرهم كثير. أخرج البزار من حديث عبد الله بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن لله ملائكة سياحين في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد أعينوا عباد الله"بعض الناس لا يظهرون حبا للنبي، إنما يظهرون بغضا له والعياذ بالله . كالذين يزعمون أن النبي محمد ميتة، أو أنه لا ينفع، أو أن التبرك به وبأثاره شرك، أو أن زيارة قبره شرك أو أن التوسل به شرك والعياذ بالله، أو الذين يحرمون مدحه عليه السلام والإحتفال بمولده وغير ذلك، كله يظهر بغضا للنبي ولا يظهر حبا له صلى الله عليه وسلم ولا اتباعا له. روى البخاري في الأدب المفرد ما نصه : حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي اسحق عن عبد الرحمن بن سعد قال : " خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك فقال : يا محمد "ا.هـ . وقد ذكر البخاري هذا الحديث تحت عنوان: "باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله". في كتاب البداية والنهاية لابن كثير الذي تحبه الوهابية في المجلد الذي فيه الجزء السابع والثامن ص 104-105 يذكر فيه عن بلال ابن الحارث المزني الصحابي الذي قصد قبر النبي وطلب منه ما لم تجري به العادة وتوسل به، وفيه يقول: "إن أهله طلبوا منه أن يذبح لهم شاة فقال ليس فيهِنَّ شيء فألحوا عليه فذبح الشاة فإذا عظمها حُمُرٌ فقال: "يا محمداه"، ما كفر ولا كفره أحد من الصحابة. روى مسلم في صحيحه أن ربيعة بن كعب الأسلمي الذي خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله من باب حُبّ المكافأة:"سلني"، فطلب من رسول الله أن يكون رفيقه في الجنة، فقال له: أسألك مرافقتك في الجنة، فلم يُنكر عليه رسول الله بل قال له من باب التواضع:"أو غير ذلك"، فقال الصحابي: هو ذاك، فقال له:"فأعني على نفسك بكثرة السجود".وكذلك سيدنا موسى عليه السلام سألته عجوز من بني إسرائيل أن تكون معه في الجنة، ولم يُنكر عليها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها أي طلبها.. رواه ابن حبان والحاكم الهيثمي وصححوه.. ولفظ الحديث أنه قال:"دلوني على قبر يوسف، قالت: حتى تعطيني حكمي، قال: ما حكمك؟، قالت: أن أكون معك في الجنة، فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها". فماذا يقولون بعد هذا؟؟.روى الإمام مرتضى الزبيدي في شرح الاحياء ( 10/ 333 ):عن الشعبي قال حضرت عائشة رضي الله عنها فقالت: إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه، فاني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري ما حالي عنده ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ضعوا هذه على صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر. معنى بجاه محمد أي بكرامة محمد عندك، بمكانة محمد عندك، بفضل محمد عندك.رورى الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه باسناده إلى علي بن ميمون قال: سمعت الشافعي يقول: إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم.يعني زائرا. فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تقضى. اهـ تاريخ بغداد -(1/123). قال الإمامِ مالكٍ للخليفةِ المنصورِ لما حَجَّ فزارَ قبرَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وسألَ مالكًا قائلاً: "يا أبا عبدِ الله أستقبلُ القِبلَةَ وأدعو أم أستقبلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: وَلِمَ تَصرِفُ وجهَكَ عنه وهو وَسيلَتُكَ ووسيلةُ أبيكَ ءادم عليه السلام إلى الله تعالى؟ بل استقبِلهُ واستشفع بهِ فيشفّعهُ الله" ذكرهُ القاضي عياضٌ في كتابِ الشّفا. في الحديثِ الذي رواه السيوطي وغيره أن ءادمَ عليه السلامُ لما أكلَ من الشجرةِ قالَ: "يا رب أسألُكَ بحقِّ محمدٍ إلا ما غفرتَ لي". قال: "وكيف عرفتَ محمداً ولم أخلقْهُ". قالَ : "رفعتُ رأسي إلى قوائِمِ العرشِ فوجَدْتُ مكتوباً: لا إله إلا اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ فعَرَفتُ أَنَّكَ لم تُضِفْ إلى اسمِك إلا أحبَّ الخلقِ إليكَ". بهذا الحديثِ يُسْتَدَلُّ على التوسلِ ومشروعِيَّتِهِ.روى الطبراني في المعجم الكبير والصغير أن الرسول علم رجل أعمى أن يتوسل به علمه أن يقول: "اللهم إني اسألك وأتوجه بنبيك محمد نبي الرحمة.. يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضي لي". قال الطبراني والحديث صحيح. فالتوسل بالرسول جائز.. في حياته وبعد موته. قال السبكي: ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي إلى ربه، ولم ينكر ذلك أحد من السلف حتى جاء ابن تيمية فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم وابتدع ما لم يفعله عالم قبله وصار بين أهل الإسلام مثلة. عن مالك الدار خازن عمر قال: أصاب الناس قحط في زمان عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فانهم قدهلكوا، فأتي الرجل في المنام فقيل له: أقريء عمر السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له: عليك بالكيس الكيس، فأتى الرجل عمر فأخبره فبكى عمر وقال: يا ربّ ما ءالو إلا ما عجزت. رواه البيهقي باسناد صحيح. ثبت أن خبيبَ بن عدى الصحابي حين قُدّ م للقتل نادى: يا محمّد. رواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني. وهذا د ليل على أن نداء النبي صلى الله عليه وسلم في غيبته بيا محمّد جائز. وفي كتاب الأدب المفرد للبخاري ص/ 324 عن عبد الرحمن بن سعد قال:" خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : أُذكر احب الناس إليك فقال: يا محمد فذهب خدر رجله"ا.هـ. هذا حصل بعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم. روى البخاري ومسلم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ذكر قصة النفر الثلاثة الذين ءاواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فصار كل واحد منهم يدعو الله بصالح عمله حتى انفرجت الصخرة فانطلقوا يمشون. خالد بن الوليد رضي الله عنه كان شعار كتيبته يوم اليمامة "يا محمداه" فخالد نادى بذلك ونادى بندائه الجيش فهل يكون هذا إلا إقرارًا من هذا الجيش الكريم على تصويب ما أمر به خالد رضي الله عنه وقد كان في الجيش من الحفاظ والعلماء والبدريين وعِليَة الصحابة رواه ابن الأثير في الكامل. روى البيهقي في دلائل النبوة والحاكم في المستدرك وغيرهما بالإسناد أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له في يوم اليرموك فقال اطلبوها، فلم يجدوها، ثم طلبوها فوجدوها، فقال خالد: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه فابتدر الناس إلى جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر.قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أضلّ أحدكم شيئًا أو أراد عونًا وهو بأرضٍ ليس فيها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني" وفي رواية "أغيثوني"، "فإن لله عبادًا لا ترونهم". وتوسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنه لما استسقى الناس وغير ذلك مما هو مشهور فلا حاجة إلى الإطالة بذكره والتوسل الذي في حديث الأعمى قد استعمله الصحابة السلف بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وفيه لفظ "يا محمَّد"، وذلك نداء عند المتوسل.ومن تتبع كلام الصحابةِ والتابعين يجد شيئًا كثيرًا من ذلكَ كقول بلال بن الحارث الصحابي رضي الله عنهُ عند قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم :"يا رسول الله استسق لأمّتك" كالنداء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند زيارة القبور.الأحاديث الصحيحة أنه صلى الله عليه وسلم كان من دعائه :"اللهمّ إني أسألك بحقّ السائلين عليك" وهذا توسّل لا شكّ فيهِ وكان يُعلّم هذا الدّعاء أصحابَه ويأمرهم بالإتيانِ.وصحّ عنه أنه صلى الله عليه وسلم لما ماتت فاطمة بنت أسد أمّ عليّ رضي الله عنها ألحدها صلى الله عليه وسلم في القبر بيده الشريفة وقال:" اللهمَّ اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسّعْ عليها مدخلها بحقّ نبيّك والأنبياء الذين من قبلي إنك أرحم الراحمين".وقد ذَكَرَ الحافظُ الجزريُّ وهو شيخُ القرَّاءِ وكانَ من حفَّاظِ الحديثِ في كتابٍ له يُسمَّى الحصن الحصين وكذلكَ ذكرَ في مختصرهِ قال: "مِن مواضِعِ إجابةِ الدُّعاءِ قبورُ الصّالحينَ" ا.هـ، وهذا الحافظُ جاءَ بعد ابن تيمية بِنحوِ مائةِ سنةٍ، ولم يُنكِر عليه العلماءُ إلا أن يكونَ بعض الشَّاذّين الذين لَحِقوا نفاةَ التَّوسُّلِ من أتباعِ ابن تيمية.قال السيد محسن الأمين الحسيني العاملي واصفاً دخول الوهابية إلى الطائف، فقال: فدخلوا البلد عنوة في ذي القعدة سنة 1217هـ وقتلوا الناس قتلاً عاماً حتى الأطفال، وكانوا يذبحون الطفل الرضيع على صدر أمه، وكان جماعة من أهل الطائف خرجوا قبل ذلك هاربين، فأدركتهم الخيل وقتلت أكثرهم، وفتشوا على من توارى في البيوت وقتلوه، وقتلوا من في المساجد وهم في الصلاة. قال الشيخ رضوان بيبرس الشافعي واصفاً دخول الوهابية إلى الطائف وما اقترفوه من جرائم فيها: ولما ملكوا الطائف سنة ألف ومائتين وسبع عشرة في ذي القعدة، قتلوا الكبير والصغير، والمأمور والآمر، ولم ينجُ منهم إلا من طال عمره، وكانوا يذبحون الصغير على صدر أمه، ونهبوا الأموال، وسبوا النساء، وفعلوا أشياء يطول ذكرها قبَّحهم الله ومن تبعهم. انتهى كلام الشيخ رضوان.
مواضيع ذات صلة





اول من أنشأ الفساد ( ابليس وبن عبد الوهاب)
إعلم أن أول من أنشأ الفساد ، وابتكر الشقاق والضلال بين العباد وأسس الزيغ عن الحقيقة ، وعدم الموافقة ، والخروج عن الجادة إلى العناد ، هو أول عاص الله تعالى فى خلقه أجمع ، وهو إبليس لعنه الله تعالى . ومصدر ذلك : ( 1) استبداده بالرأى فى مقابلة النص (2) واتباعه الهوى فى معارضة الأمر (3) واستكباره بالمادة التى خلق منها وهى النار على المادة التى خلق منها آدم عليه السلام وهى الطين ، وقد تشعب من هذه الشبهة شبهات وسارت فى الخليقة ، وسرت فى أذهان الناس حتى صارت مذاهب بدعة وضلال _ وهذه ترجع فى الاصل إلى حالة واحدة وهى : الحسد فى مقابلة النعمة _ فاعتراضه على خالقه لجهله بمقام رب العلمين . فقال : ( أأسجد لمن خلقت طينا ) وقال : ( أنا خيرا منه خلقتنى من نار وخلقته من طين ) ثم قال أرأيتك هذا الذى كطرمت على لئن أخرتن إلى يوم القيامة لاحتنكن ذريته إلا قليلا ). ولهذا كان الناس عنده على نوعين : لأول _ نوع يئس من التسلط عليه ، وانقطع أمله فى إغوائه ، وهم من ليس له عليهم سلطان وهم العباد المخلصون كما هو صريح اعتراف إبليس عل نفسه فيما حكاه الله تعالى بقوله : لأزينن لهم فى الارض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ) وقد أكد الله تعالى الاستثناء الذى قرره إبليس راغما فقال تعالى ( إن عبادى ليس لك عليهم سلطلن إلامن اتبعك من الغاوين ).
والثانى _ نوع أخر مكنه الله تعالى منه ، فسماه حزب الشيطان وجنده وآتباعه وهم الغاوون المعنيون بقوله تعالى ( إلامن اتبعك من الغاوين ) وهذا النوع الثانى ، منه الكافر الصريح ومنه المنافق الذى قال : آمنت بلسانه ولم يؤمن بقلبهوجنابه ، وهو أخطر من الكافر الصريح ، وأدخل فى سلك الجندية الإبليسية والرعوية له . ومن هذا الصنف الثانى : الخوارج على ما ورد وصفهم فى الأحاديث الآتية ، ومن هذا النوع أيضا ، عصاة المؤمنين إلا أن سلطان إبليس عليهم غير تام لانخراطهم فى حزب الله بالسبب الأقوى وهو الأيمان ، ولاقبال الله تعالى عليهم كلما استغفروا وأنابوا كما قال تعالى ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم )
فالمقالة( أما حالا :فلأن عصاة المؤمنين عامره بالأيمان لم يصبها سهام إبليس ، وأن لعب بجوارحهم الظاهرة أحيانا
.فمردهم : إما إلى توبة نصوح ، وأما الى عفو من الغفور الرحيم، ولا كذلك الخوارج فقد انتزع إبليس من صدورهم الإيمان وحشاها مكان الإيمان غلا وحقدا واستهزاه بالمؤمنين وردهم الى عذاب النار وسخط الجبار وبئس القرار0
وما تقول فى قوم ليس لهم عداء إلا على أهل الله تعالى وخاصته من خلقه يسمونه أصناما ويسمون محبيهم عباد أصنام ويلقبون أنفسهم بأنصار السنة أو السلفيه، فالى أى فريق يعزى هؤلاء؟ وفى أى سلك ينخرطون ؟ لاشبهة بأنهم من الخوارج المارقين، كما لا شبهة فى أن الخوارج من المردة المنافقين ، وصدق الله تعالى حيث يقول : (ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعضفيركمه جميعا فيجعله فى جهنم) فقد أستبان لك أن عناصر الشر فى الدنيا ثلاثه (الكفار - المنافقين - الخوارج)وهم جند إبليس الذين لهم خصومه مع الانبياء المكرمين ومن على أقدامهم الى وقتنا هذا، وإن شاء الله تعالى سنذكر الحكمة فى كونهم ثلاثة قد بان لك أن لخوارج غير عصاة المؤمنين حالا ومآلا ، أما حالا

واعترض بها اللعين على خالقه جل شأنه نتيجة محاورات دارت بينه وبين الملائكة لعدم سجوده مع الملائكة فقال:
1- لم خلقني ؟ 2- ولم كلفني بمعرفته وطاعته؟ 3- ولم كلفني بطاعة آدم والسجود له ؟ ولما لم أسجد له؟ 4- ولم لعنني وأخرجني من الجنة؟ 5- ولم سهل لى الدخول على آدم الجنة ثانيا فوسوست له وغررته وأخرجته معي منها؟ 6- ولم سلطني على أولاده حتى أرهم من حيث لا يرونني ؟ 7- ولم أمهلني لما استمهلته؟ ولو أهلكني لا ستراح العالم منى وعاشوا على الفطرة طاهرين سامعين مطيعين على الخير بدون أمتزاجة بالشر؟ فهذه السبع الشبه التى قالها اللعين الجاهل بمقام رب العالمين ولم يدر الجهول أن من مقتضيات كمال ألذات أن تكون جامعه بين الضدين اذ لو خلقت على الخير فقط لا تصف الوجود بالنقص للشق الآخر إذ لابد للخير من شر يقابله والكون كله مبنى على أصلين .المقابلة والمماثلة.كما هو معلوم إذ بالمقابلة يأتي العناد والتنافر وبالمماثلة يأتي التاَلف والتوافق إن الله على كل شيء قدير.
هذا ومن المعلوم الذي لا مراء فيه أن أول ظهور الخير هو اَدم عليه السلام فبدأ اللعين بالمقابلة بالشر بما ظهر فيه وبه ومنه ومن هنا صح قولنا أن كل شبهه وقعت لبنى اَدم فإنما هي من إضلال الشيطان ووساوسه نشأت من شبهاته ولما كانت أسباب الضلال محصورة فى السبع رجعت كبار البدع والضلالات إلى سبع ولا يجوز أن تعدو شبهات . فرق الزيغ والكفر هذه الشبهات وإن اختلفت صورها وتباينت أحوال الطرق فيها فإنها بالنسبة إلى أنواع الضلالات كالبذور وترجع جملتها إلى استنكار الأمر
مع ظهور الحق ـــــوإلى الجنوح للهوى فى مقابلة النص ـــــــ وها كم من جادل نوحاً وهوداً وصالحاً وإبراهيم ولوطاً وشعيباً
وموسى وعيسى ومحمداً صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين ـــــــ فكلهم نسجوا على منوال اللعين الأول في إظهار
شبهاته –وحاصلها يرجع إلى دفع التكليف عن أنفسهم وجحدوا أصحاب الشرائع والتكاليف بأسرهم إذ لا فرق بين قولهم
(أبشر يهدوننا )وبين قوله (أأسجد لمن خلقت طيناَ) وعن هذا صار مفصل الخلاف ومحز الافتراق كما هو في قوله تعالى
(وما منع الناي أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشراَ رسولا)- فبين أن المانع من الإيمان هو هذا المعنى كما
قال في الأول –(ما منعك ألا تسجد إذا أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )- وقال المتأخر من أتباعه كما
قال المتقدم :(أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين) وكذلك لو تعقبنا أحوال المتقدمين منهم وجدناها مطابقة لأقوال
المتأخرين –(كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون )-(فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به
من قبل )- فاللعين الأول لما أن حكم العقل على ما لا يحتكم عليه العقل لزمه تحكم الخلق فى أمر الخالق جل شأنه ولقد صدق بعض المحققين في قوله إن الله تعالى خلق إبليس ليكون رسولا للشر ضد جميع الأنبياء والمرسلين ومن على منوا لهم ليحصل بذلك تمام نظام العالم بأن يكون للهدى رسول يدعو إلى الخير- وللضلال رسول يدعو إلى الشر وهذا معلوم بالضرورة في أصول الشرائع وبذلك يكون الجهاد وفضل المجاهدين قال تعالى :(ألم أعهد إليكم يا بنى اَدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني )-(لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا . قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزءاَ موفوراَ).
ومن أمعن النظر وتأمل بعين الفكر عرف أن أول مظهر للخير قابله أول مظهر للشر فكان ذلك مصداق قوله تعالى :(ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون )- وقد قلنا إن المقابلة والمماثلة هما أساس التكوين - وهذا في الممكن بالفعل وأما في القول فقد سبق قوله تعالى (إني جاعل فى الأرض خليفة) فقوبل بالقول (أتجعل فيها من يفسد فيها ) وذلك استفهام عن الحكمة فسبحان المبدع - ( ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى)


ويستمر الشيخ فى كتاباته فيقول : إن سبب جمع هذه لأدلية العقلية من الكتاب والسنه . ومنها : الإجماع والقياس والأسثنباط.
هو ما كان يرد على فى أثناء قراءتى للدروس فى الأزهر الشريف ، وكثرة السائلين من المعاندين ومن على مبادئهم . وكنت أراهم كالشياطين .تارة ظاهرين . وأخرى مختفين . فكنت أعرفهم بنور الأيمان . فيسألون عما جاء فى القرآن المجيد من صفات الأفعال التى للحق عز وجل مما تشابه صفات الحوادث .
1- كقوله تعالى : ( والسماء بنيناها بأيد) (أأمنتم من فى السماء ) ( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ) . (الرحمن على العرش استوى) وفى الحديث :ينزل ربنا إلى سماء الدنيا ) وفى الحديث (يضع الحق قدمه فى النار فتقول قط) وفى حديث الجارية التى أشارت إلى السماء ، وفى حديث ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء ) وغير ذلك من الأيات والأحاديث التى هى شبه الضالين ومن على شاكلتهم . هذا بالنسبه للحق عز وجل ، وأما بلنسبة لحضرته صلى الله تعالى عليه وسلم .
فيقول السائل : مات ما معنى ما اشتهر على ألسنة الناس فى قولهم فى رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ياأول خلق الله . ونعلم أن أول من خلق من لبشر آدم عليه السلام
- وما معنى لإستغاثة برسول الله صلى الله عليه وسلم .
- وما حكم زيارته صلى الله عليه وسلم هل تنفع الزائر .وماحكم التوسل به بعد موته؟
-وما معنى يانور عرش لله؟ وماحكم الصلاة عليه بعد الأذان ولصلاة عليع بغير الصلاة الابراهيميه؟
-وما معنى السائل بحق نبيك عندك؟
- أوليس الحلف بغير الله شرك كالحلف برسول الله وبالأولياء شرك؟
- وهل رسول الله صلى لله عليه وسلم حى؟
- وهل يسمع ويجيب أم مات وأنتهى؟ (إنك ميت وإنهم ميتون)
- وهل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى يقظه؟ وما معنى ذلك وقد انتهى الجسد وأنقطعت عنه الحياة ؟ هذه شبههم بالنسبة للحق عز وجل ولرسوله صلى لله عليه وسلم.
وأما بالنسبة لشبه مستحدثات الكون فكثيرة جدامنها قـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول السائيل منهم.....
1- لانعمل إلا بالقرآن والثابت بالسنه الصحيح . لاحاجة للإجماع . ولا القياس ولاالاستنباط والدين الصحيح الخالص ما كان يعمل صلى الله تعالى وسلم لاغير.
- ماحكم الصلاة فى المساجد التى فيها القبور؟
وأسئله كثيرة من تكفير أهل العلم والتطاول على الأولياء بأنهم أصنام وأوثان
وآخر جاء بكتاب ( كشف الشبهات لابن عبد الوهاب ) الذى جمع فيه جميع الآيات التى فى القرآن بشأن الكافرين والمشركين وجعلها شاملة لزائر قبر النبى والأنبياء والصالحين والأولياء
وآخر يجئ بالعقيدة الواسطية لأبن تيميه وببعض الوسائل التى كانت قدوة لأتباعه المعجبين برأيه وهم يعتنقونها بلا تدبر . ويقول : أنه لا يجب العمل إلا بمافى هذا.
وسنوافيكم ببعض من أقوالهم التى يرددونها وبعض من معتقداتهم وما اعتنقوه عن بن عبد الوهاب وسيتم الرد عليه بالتفصيل من كتاب الشيخ /عبدربه سليمان رحمة الله عليه


مقوله( مهمــــــــــــــــــــــــــــــــــــه)
لا يخفى على ذوى البصائر النيرة ، والعقول الراجحة ، أن كثرة الدعاة لهم الآن ، ومصدر انتشار مطبوعاتهم فى هذا العصر هو مساعدة دول الاستعمار التى يرجع منشأ عداوتها ، الى زمن الصحابة وسيد المرسلين ، فهم من ذلك الحين لا يزالون يحلمون : أنهم يبيدون الإسلام والمسلمين بأى طريقة يفكرون فيها تفكير الشياطين ، وكم فكروا ؟ وسعوا وجاهدوا واجتهدوا بكافة الوسائل فلم يفلحوا : (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) فبحوله وقوته تعالى لم يستطيعوا لآن منزله حافظه ، ووعده سبحانه حق ، وقوله تعالى صدق :
ولم يبعد عليك العهد ، أنهم طالما أتوا بأعلم علماء وأفصح فصحاء قسيسهم ورهبانهم للتبشير فى البلاد الاسلاميه المستعمرة لهم وكان هنا بمصر تحاجهم صغار الطلبة من الازهر ، فأعجزوهم وأفحموهم .
ولما لم يفلحوا عمدوا إلى فقراء وضعفاء الايمان من الطلبة بالازهر . وصاروا يستميلونهم بالاموال ، ويحملونهم على عمل جمعيات تضمهم وتجمعهم ، ويساعدونهم بكافة الطرق اللازمه لهم ، حتى فى نجاحهم فى الامتحانات ، بطريقة خفية إلى أبعد حد ، ليكونوا دعاة لهم فى التضليل فى المراكز التى ينالونها بعد التخرج ، ويوجهون كل واحد منهم فى ناحية من نواحى الدين ، للطعن فى عقائد المسلمين ، والتشكيك فيها ، والتفريق بينهم ، وكان من أكبر همهم القضاء على حفظة القرآن لكريم ، وها هو ذا من أو صلوه إلى رياسة التربية والتعليم
فى ذاك الوقت ، حتى أقترح أمورا ، منها القضاء على مدارس تحفيظ القرآن الكريم ، الذى هو مصد=ر أوامر لله تعالى ونواهيه لعباده أجمعين . ومنها توحيد التعليم فى جميع المراحل الثقافية والدنية وغيرها توطنة لمحو مصدر العلوم والمعارف الدنية فى جميع أنحاء الكرة الارضية (الازهر) الذى ما جعله الله عز وجل الا ليكون مصدرا لفهم كتاب رب العلمين ، وسنة سيد المرسلين . اللذين شاء الله تعالى بقاءهما ما بقيت الدنيا بأهلها الطيبين وكل من أراد هذا التراث الخالد بسوء قسمه الله ، كما هو مشاهد وجرت به العاده تعالى قال تعالى ( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) وقل تعالى :( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
ولما كان حال المضلين المأجورين فى حاجة الى ما يستندون إليه ، ويعتمدون عليه ، فى تلك الدعاوى التى سندت اليهم بالمخالفة، عمدوا إلى كتب أسلافهم ، الضالين ليكون لهم شبه العذر فى قيامهم بهذه لمهمة لعظيمة التى لم يقم بها ، ويصدع بأمرها ، ويجهر بدعوتها ، إلا كل خوان أثيم ، ومن يشاء منهم أن ينغمس فى حطام الدنيا كمن سبق فارتقى من خدمة مراحيض المسجد إلى عمارات وسيارات ، وغيرهم ممن كان من المهملين بين العلماء فارتفع إلى مراكز لم يكن يحلم به ،لآنه كان فى زوايا الأهمال فارتقى وظهر بتلك الدعوة الضالة.
فالذى يطمح منهم إلى تلك المظاهر الدنيويه يدرج على مبادئ المخالفين وينسج على منوال المارقين ، وليس لهم فى تلك المخالفة إلاما بيناه لك ، وخاصية أستعداد تكوينهم وقابليتهم للشر الصرف ، لمراجعتهم وقراءتهم كتب المخالفين ضد إجماع المسلمين من ذلك الحين القديم
ولما عهدوا اليهم ذلك وقبلوه، وقاموا به ، وأعلنوا الدعوة إليه ،ساعدوهم على طبع تلك الكتب لتكونحجة فى أيديهم ، وعظموا مؤلفيها، بالألقاب لفخمة لضخمة ، ليكون لهم لحق فى الأخذ منها والاستدلال بها ، فأغنوا أعدء الدين عن القسوس والرهبان والمبشرين وهذه الدعوة ضد الاسلام والمسلمين ، ولا مبلاة لهم بمخالفتهم لإجماع المسلمين، وياليتهم وقف بهم الأمر لهذا الحد ، بل يطعنون فيمن أسسوا هذا الدين الحنيف الخلد ، الذى ينسبون أنفسهم إليه ، ويأخذون الألقاب العظيمة به وهو الأجماع .
ولم يدرى الواحد منهم أن الإجماع هو السبب الوحيد فى نسبته لأبويه حتى -قال لى أحدهم : من أنى لنا هذا الولى الذى يزار ، مات على الإيمان؟ حتى نعتقد أنه ولى ؟ فقلت له : ومن أنى لنا أنك ابن أبيك ؟ فبهت الذى كفر . ثم أقمت له البرهان العقلى والنقلى من الكتاب والسنة على أن الاجماع حجة فى الدين كما سنبينه فى الرد .
ومن طمس بصيرتهم التى لم يهتدوا بها إلى فهم كلام رب العالمين ولا سنة سيد المرسلين - وقد فهمها واهتدى إليها العلماء العاملون فأقروها وأجمعوا على جواز العمل بها - انهم ينكرون وصول ثواب القرآن إلى الميت وأنه لا ينفعه - وكيف هذا مع قوله تعالى ( وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ) وقد ثبت بصريح صحيح السنة أنه شفى المريض . والنبى صلى الله تعالى عليه وسلم صلى على الميت وقرأ الفاتحة فى حديث البخارى ومسلم . فهل قراءة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم للفاتحة على الميت كانت عبثا ؟ وقد جعلها الامام الشافعى رضى الله تعالى عنه ركنا فى صلاة لجنازة - وسنوضحه فى الرد على مايدور بخاطرهم .
وبلغ بهم من لشر ولعمل على هدم إجماع المسلمين أنهم ينكرون كل ما استحدث فى الدين ، وجاء أصله فى كلام رب العالمين ، وبيان سنة سيد المرسلين ، من الأمور لتى لم يشأ الله تعالى إظهارها إلا فى الأزمنة التى أراد تعالى إظهارها فيها على يد عباد لم يخلقوا فى هذة الأزمنة قال تعالى ( وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم) الآيات .
فالصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا يستنبطون من القرآن والحديث وكذلك يكون هؤلاء الآخرين من بعدهم وفى الحديث الشريف (فرب بملغ أوعى من سامع)
فكل عمل ظهر بعده صلى الله تعالى عليه وسلم هو مطوى .فى الكتاب والسنة - وإن لم يكن معمولا به فى زمنه صلى الله تعالى عليه وسلم كالصلاة والسلام بعد الآذان . وقراءة سورة هل الكهف يوم لجمعة . والمنارة وتجويف المحراب . وكل شئ يعارضون فيه وإلا لزم عليه قلب الاوضاع الإلهية ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا)
ومما أطبق عليه عمى قلوبهم .أنهم يحرمون التوسل بالصالحين ،أ ولم يروا أن الله أباح التوسل . حتى بالبهائم ؟ كما فى باب الأستسقاء.
فكيف لا يجوز بالتوسل بعباد الله الصالحين؟ والأموات أحياء من أحياء الدنيا
روى البخارى عن عبد الله بن أبى أوفى ن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بعض أيامه التى لقى العدوا انتظر حتى مالت الشمس ثم قام فى الناس فقال : أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو وأسألوا الله العافيه فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف . ثم قال اللهم ممنزل الكتاب ومجرى السحاب وهازم الأحزاب أهزمهم وانصرنا عليهم - قال شارحه المراد التوسل بنعمة الدين والدنيا والآخرة
وبمن سبق حضرته صلى الله تعالى عليه وسلم من لاموات من إخوانه الأنبياء فى حديث السيده فاطمة بنت أسد أم سيدنا على بن ابى طالب
وسنوضح بعد ذلك التوسل والوسيله فى مرة أ تبصرة وتبيان

لما تقدم لك الكلام على إبليس وعلى شيء معنى بعض حكمة الحكيم العليم فى إيجاده تعالى للموجودات _ عن لنا أن نذكر لك شيئا من معنى أهل الخطاب والتكليف _ وهم أربع _ الملك والجن والشيطان والإنسان عساك أن تهتدي إلى الصراط المستقيم وتقف على شيء من عظيم قدرته عز وجل ويكون ذلك سلاحا قويا لك في دفع شبه الزائغين المنحرفين عن الصراط المستقيم الذي أناره رب العالمين بكتابه المبين الجامع بين نوعى الهدى والضلالة قال تعالى ( يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون) . وإن تعجب فعجب قولهم فى خير خلق اله صلى الله تعالى عليه وسلم أنه بشر مثلك مثله ، والإطراء فيه زيادة عن الحد شرك فكيف يتفق هذا مع قول الله تعالى في حضرته صلى الله تعالى عليه وسلم ( وإنك لعلى خلق عظيم ) والخلق هو الجامع لأمهات الكمال والفضائل وقد سماه تعالى نورا وكتابا مبينا في قوله جلت قدرته ( قد جاءكم نور وكتاب مبين يهدى به الله ) . الآية قال العلامة الألوسى في تفسيره : النور والكتاب هو حضرته صلى الله عليه وسلم بدليل عود الضمير عليهما مفردا . وسيأتي حرفيا عند بيان حقيقته صلى الله عليه وسلم وقد سماه تعالى : الحق في قوله تعالى: ( فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتى مثل ما أوتى موسى ) وقد وفينا المقام في الكلام على الحقيقة المحمدية على ما سيأتي . قال تعالى لحضرته صلى الله تعالى عليه وسلم ( تراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ) وفي صحيح الترمذي رضي الله تعالى عنه فيما يرويه عن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه أنه قال : رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في ليلة أضحيان وعليه حالة حمراء فجعلت أنظر إلى وجهه وأنظر إلى القمر فوالله الذي لا إله إلا هو لهو عندي أبهي من القمر . فأنظر إلى من كشف الله تعالى بنور الإيمان عن قلبه فعرف رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وإلى من كان يراه كشخص عادى ، وهاكم حديث إسلام ثمامة المروى عند البخاري عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بنى حنيفة يقال له ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما عندك يا ثمامة ؟ فقال : عندي خير يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت فترك حتى كان الغد ، ثم قال له ما عند يا ثمامة ؟ قال ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد ، فقال ما عندك يا ثمامة ؟ قال عندي ما قلت لك ، فقال أطلقوا ثمامة فأنطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ، ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله يا محمد والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إلى من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلى ، والله ما كان من دين أبغض إلى من دينك فأصبح من دينك أحب الدين إلى ، والله ما كان من بلد أبغض البلاد إلى من بلدك فأصبح بلدك أحب البلد إلى ، وأن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال قائل صبوت قال لا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم . فأنت تري هؤلاء الملاحدة المارقين من الدين الذين أعمي الله تعالى بصائرهم ينظرون إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم نظرة ثمامة إليه وهو كافر عدو لحضرته صلى الله تعالى عليه وسلم _ ولو كانوا مسلمين لنظروا إليه عليه الصلاة والسلام نظرة ثمامة وهو مسلم وسيأتي ما هو أوضح إن شاء الله تعالى .

وأعلم أن الفاعل المختار اقتضت حكمته العالية التنويع في الموجودات فأوجد عالم الأنوار _ وهم من عالم الأمر_ لا من ذكر وأنثي بل بقول كن _ كالملائكة _ وعالما آخر من مارج النار وهى الحرارة الشديد الناشئة عن النار ليس فيها لهب ولا دخان وجعل فيهم التناسل من ذكر وأنثي وهم الجان _ وعالما آخر من عالم الجن وهم الشياطين من الذكورة والأنوثة أيضا وعالما آخر وهو عالم المادة الآدمية وجعله مركبا جامعا لجميع العوالم السالفة الذكر فجعل فيه ما فيهم وزيادة المادة وجعلهم من ذكر وأنثي فكانوا أفضل المكلفين ولما كانوا أفضل المكلفين كانوا أفضل المخلوقين أجمعين . وبه يستدل على أن الحقيقة الإنسانية أفضل الحقائق الإمكانية . وإن الله تعالى جعل منها أفضل الرسل والله تعالى عوالم لا تحصى . وآثار الصفات من الموجودات لا تستقصي _ ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) _ والكلام في ذلك لا تسعه الأوراق فجل الصانع رب العالمين _ ولما كان هذا الخلق على أنواع بمقتضي آثار الصفات وفى الأصل على حالتين بمقتضى كمال الذات كان المال إلى نزلين (( الجنة والنار )) هذا ولما كانت حكمته العالية تقتضى ربط الأمور بأسبابها جعل التكليف محلا للاستحقاق لتظهر حكمة العدل والأنصاف _ والتكليف لم يكن إلا لهؤلاء الأربع وكل بحسب ما خلق له إذا الحكم التدوينى محاذ للحكم التكويني .خرى

ليست هناك تعليقات: