الأذكــــــــــــــــــــــــار
أفضل الأعمال:
أعلم أن ذكر الله تعالي علي الطريقة الشريعة من أفضل الأعمال وأعظم القر بات التى حث عليها الشر ع لما له من جميل الأثر في تهذيب النفوس واطمئنان القلوب واستنزال الرحمات وقمع الشهوات سواء كان سرا أو جهرا قيما أو قعودا وسواء كان الذاكر منفردا أو جماعة لعموم قوله تعالي ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب) . وقوله سبحانه ( فاذكروني أذكركم ) وقوله عليه الصلاة والسلام ( مثل البيت الذى يذكر الله فبه والبيت الذى لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت) وقوله صلى الله عليه وسلم (من فعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله تره(تبعه) ومن اضطجع مضطجعا لا يذكر الله فيه كانت عليه تره وما مشى أحد ممشي لا يذكر الله فيه إلا كانت عليه من الله ترة)
لا عذر لغافل :
وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال فى تفسير قوله تعالي ( فاذكروا الله قياما وقعودا وعل جنوبكم) لم يعذر الله أحدا في تركذكره إلا المغلوب علي عقله وعنه أنه قال في قوله تعالي ( فأذا قضيتم منا سككم فاذكوا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا ) إن هذه الآية نزلت فى أهل الجاهلية كانوا يجتمعون بعد الحج فيذكون أيام آبائهم وما يعدون من أنسابهم فنهوا عن ذلك وأمروا بالاجتماع للذكر على هذه الوجه.
رأي الصوفية :
وقد أكد الصوفيه أمر الذكر جهرا ومع الجماعة نظرا أن النفوس لما كانت كثيرة الخواطر والخطرات شديدة التقاعد عن العبادات تعتريها الغفلة عن الحق و تستميلها رؤية الأغيار كانت محتاجة في سيرها إلي هذا المقصد الاسمي وبلغوها تلك الغاية القصوي إلي استنباط همتها وتنشيط قوها وتقوية عزيمتها ، وذلك يكون بالجهر والرفقة الصالحة في هذا السبيل أخذا في الأول (أي الجهر) بما ورد في باب الدعاء من الأحاديث الصريحة في سماع النبي صلي الله عليه وسلم دعاء الداعين جهرا وإقرارهم علي ذلك وما ورد في كيفية قراءته عليه السلام للقرآن من الأحاديث الدالة علي أنة كان يقرؤه بعض الأحيان جهرا والذكر ان لم يكن باسم من أسمائه تعالي ألوارده في القرآن فهو من باب الدعاء كما قال تعالي (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
إرهاق النفس :
وأما ما ورد عن أبي موسي رضي الله عنه قال (كنا في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي صلي الله عليه وسلم أربعوا علي أنفسكم فأنكم لاتدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا بصيرا وهو معكم والذي تدعونه أقرب إلي أحدكم من عنق راحلته ) فمحمول علي إرهاق النفس وإجهاد القوي في الدعاء وأما الجهر مع الرفق واللين فسائغ في الحالين
ذكر الجماعة :
واستناد في الثاني ( الرفقة والجماعة ) إلي قوله عليه الصلاة والسلام (لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالي من صلاة الغداة حتي تطلع الشمس أحب إلي منأن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالي من صلاة العصر حتي تغرب الشمس أحب إلي من أعتق أربعة) أخرجه أبو داود وقوله عليه الصلاة والسلام (لا يقعد قوم يذكرون الله تعالي إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيما عنده )أخرجه مسلم والترمزي وقوله عليه الصلاة والسلام ( يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بى وأنا معه إذا ذكرني ،فأن ذكرني في نفسه وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه وإن تقرب إلي شبرا تقربة اليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت اليه باعا وأن أتانى يمشي أتيته هرولة) أخرجه الشيخان والترمذي وقوله صلي الله عليه وسلم (ان لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فاذا وجدوا قوما يذكرون الله تعالي تنادوا هلموا الي حاجتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلي سماء الدنيا فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم ما يقول عبادي . فيقولون . يسبحونك ويكبرونك . ويحمدونك . ويمجدونك . قال فيقول .هل رأوني . فيقولون .لا فيقول كيف لو رأوني لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر لل تسبيحا . قال فيقول فما يسألون ؟ فيقولون يسألون الجنة فيقول هل رأوها ؟ فيقولون لا . يارب فيقول كيف لو رأوها فيقولون . لو رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة . قال فم يتعوذون ؟ فيقولون يعتوذون من النار فيقول هل رأوها . فيقولون . لا يارب . فيقول كيف لو رأوها ؟ فيقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة. قال فيقول أشهدكم اني قد غفرت لهم .قال فيقول ملك منهم ، فيهم فلان خطاء ليس منهم انما مر لحاجة فجلس . فيقول قد غفرت له وهم القوم لا يشقي جليسهم )
مراد الحديث
والمراد انهم يلتمسون أهل الذكر في الأمكنة التي يليق أن يذكر الله فيها وهذه الاحاديث الصحيحة مع إثباتها مشروعية الجماعة وفضلها في الذكر تثبت مشروعية الجهر وفضله فيه لأنه هو الذي صيرهم جماعة كما هو المعهود لغة وعرفا إذ مع الأسرار فى الذكر يكونون فرادي وان جمعهم مكان واحد
الإخفاء والإظهار:-
وفصل بعضهم فقال الإخفاء أفضل عند خوف الرياء و الإظهار أفضل عند عدم خوفه وأولى من هذا التفضيل ما قبل ان القول بتقديم الإخفاء علي الجهر فيما إذا خيف الرياء أو كان فى الجهر تشويش على نحو مصل أو نائم أو قرئ أو مشتغل بعلم شرعي وبتقديم الجهر على الخفاء فيما إذا خلا عن ذلك وكان فيه قصد تعليم جاهل أو نحو نعاس أو كسل عن الداعى نفسه أو إدخال سرور على قلب مؤمن أو تنفير مبتدع عن بدعته أو نحو ذلك وقدسن الشافعية (وغيرهم) الجهر بآمين بعد الفاتحة وهى دعاء ويجهر بها الإمام والمأموم عندهم .
وفرق بعضهم بين رفع الصوت جدا كما يفعله المؤذنون فى الدعاء على المآذن وبين رفعه بحيث يسمعه من عنده (راجع تفسير الالوسي لآية الدعاء المذكورة)
وبالتأمل فى عموم الآيات و الأحاديث السابقة وفيما نقله الالوسي في الدعاء تعلم أنه لا وجه للقول بكراهة الجهر بالذكر إذا خلا عن الموانع الشرعية ولم يكن فية إخلال بشئ من آدابه المعروفة
﴿الذكر والصلاة علي النبى صلي الله علية وسلم والاستغفار والبكاء فى التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير﴾
عن أبي عبد الله عليه السلام .قال التفت رسول الله صلي الله علية وسلم إلي أصحابه فقال : اتخذوا جٌنناَ فقالوا: يا رسول الله من عدوا أظلنا ؟ قال : لا، ولكن من النار ، قولوا :( سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر)
وعنه ( على رضى الله عنه ) قال : قال رسول الله صلي الله علية وسلم :أكثروا من (سبحان الله والحمد لله ولا آله إلا الله والله أكبر) فأنهن يأتين يوم القيامة لهن مقدمات ومؤخرات ومعقبات وهن الباقيات الصالحات.
عن أبى بصير ، عن أبى عبد الله (رضي الله عنه ) قال : أن رسول الله صلي الله علية وسلم قال لأصحابه ذات يوم : أرأيتم لو جمعتم ما عندكم من الثياب والآنية ثم وضعتم بعضه على بعض أكنتم قرونه يبلغ السماء؟ فقالوا لا يا رسول الله فقال :أفلا أدلكم على شيء أصله فى الأرض وفرعه فى السماء ؟ قالوا: بلى يا رسول الله ، قال : يقول أحمدكم إذا فرغ من صلاة الفريضة (سبحان الله والحمد لله ولا آله إلا الله والله أكبر) ثلاثين مرة فأن أصلهن فى الارض وفرعهن فى السماء ، وهن يدفعن الهدم والحرق والغرق والتردي فى البئر وأكل السبع وميتة السوء والبلية التي تنزل من السماء على العبد فى ذلك اليوم ومن الباقيات [الصالحات] .
عن أبى عبد الله ، عن آبائه (رضي الله عنهم) قال قال رسول الله صلي الله علية وسلم : أربع من كن فيه كتبه الله من أهل الجنة : من كان عصمته شهادة أن لا آله إلا الله ومن إذا أنعم الله عليه النعمة قال :(الحمد لله) ، ومن إذا أصاب ذنبا قال : " أستغفر الله " ، ومن إذا أصابته مصيبة قال : " إنا لله وإنا آله راجعون "
عن أبى عبد الله ، عن آبائه (رضي الله عنهم) عن النبى صلي الله علية وسلم قال : جاء الفقراء إلى رسول الله صلي الله علية وسلم فقالوا يا رسول الله إن للأغنياء ما يعتقون وليس لنا ولهم ما يحجون وليس لنا ، ولهم ما يتصدقون وليس لنا ، ولهم ما يجاهدون وليس لنا ، فقال صلي الله علية وسلم :من كبر الله مائة مرة كان أفضل من عتق مائة رقبة ، ومن سبح الله مائة مرة كان أفض من سياق مائة بدنه ، من حمد الله مائة مرة كان أفضل من حملان مائة فرس فى سبيل الله بسروجها ولجمها وركبها، ومن قال : لا آله إلا الله مائة مرة كان أفض الناس عملا فى ذلك اليوم الا من ذاد ، قال : فبلغ ذلك الأغنياء فصنعوه ، قال : فعاد الفقراء إلي النبى صلي الله علية وسلم فقالوا : يا رسول الله قد بلغ الأغنياء ما قلت فصنعوه قال :(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء).
وقال صلي الله علية وسلم : لأن أقول " سبحان الله والحمد لله ولا آله إلا الله والله أكبر " أحب إلى مما طلعت عليه الشمس .
﴿في التحميد﴾
عن عبد الله قال : كان رسول الله صلي الله علية وسلم إذا أصبح يحمد الله ثلاثمائة وستين مرة عدد عروق الجسد ، يقول " الحمد لله كثيرا على كل حال "
وفى حديث آخر : وإذا أمسى قال مثل ذلك . قال النبى صلي الله علية وسلم :أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله فى السراء والضراء وقال الصادق صلي الله علية وسلم :شكر كل نعمة وان عظمت أن يحمد اللة
وعنه قال: ما أنعم الله على عبد مؤمن نعمة بلغت ما بلغت فحمد الله عليها الا كان حمد الله أفضل وأوزن وأعظم من تلك النعمة.
نفرت بغلة لأبى جعفر (على رضى الله عنه) فيما بين مكة والمدنية. فقال : لئن ودّها الله على لا شكرنّة حق . شكره فلما أخذها قال الحمد لله رب العالمين . (ثلاث مرات) ثم قال شكرا لله (ثلاث) عن أبي حمزة عنه علية السلام قال : أنبئك بحمد يضربك من كل حمد ، قلت له ما معنى يضربك ؟ قال يكفيك ، قلت : بلى، قال (قل) (اللهم لك الحمد بمحامدك كلها على جميع نعمك كلها حتى ينتهي الحمد إلي ما تحبه وترضى) عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من قال : أربع مرات إذا أصبح (الحمد لله رب العالمين ) فقد أدى شكر يومه ، ومن قالها إذا أمسى فقد أدى شكر ليلته.عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من قال : الحمد لله كما هو أهله، شغل كتاب السماء ، قلت : وكيف يشغل كتاب السماء ؟ قال يقولون : اللهم إنا لا نعلم الغيب ، فقال أكتبوها كما قالها عبدي وعلي ثوابها 0 عن أبي عبد الله (على رضى الله عنه) قال رسول الله صلي الله علية وسلم من قال (الحمد لله بمحامده كلها ما علمنا منها وما لم نعلم على كل حال حمدا يوازي نعمه ويكافئ مزيد ه علي وعلى جميع خلقه ) قال الله تبارك وتعالى بالغ عبدي في رضاي وأنا مبلغ عبدي رضاه من الجنة.
وقال : جاء رجل إلى أبي عبد الله فقال : جعلت فداك إني شيخ كبير فعلمني دعاءا َ جامعا؟ فقال : احمد الله فانك اذا حمدت الله لم يبق مصلٍ إلا دعا لك ، يعنى قولهم : (سمع الله لمن حمده )
(في التسبيح)
عن يونس بن يعقوب قال قلت لأبي عبد الله : من قال (سبحان الله) مائة مرة كان كمن ذكر الله كثيراَ ؟ قال :نعم .
عن أبي جعفر قال : من أكثر من قول (سبحان الله ) من غير تعجب خلق الله طيرا له لسان وجناحان يستغفر الله له حتى تقوم الساعة ومثل ذلك (الحمد لله ولا الله والله أكبر) عن أمير المؤمنين قال : التسبيح ينصف الميزان . والحمد لله يملأ الميزان والله أكبر يملأ مابين السماء والأرض .
عنه عليه السلام قال : من قال حين يمسي ثلاث مرات : سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ، وله الحمد فى السموات والأرض وعشيا ً وحين تظهرون ) لم يفته خير يكون في تلك الليلة. وصرف عنه عنه جميع شرها.
( في التهليل)
عن ابن عباس ، عن النبي (صلي الله علية وسلم) قال : ما من الكلام كلمة أحب إلي الله عز وجل من قوله: (لا إله إلا الله ) وما من عبد يقول : (لا اله إلا الله ) يمد بها صوته فيفزع إلا تناثرت ذنوبه تحت قدميه كما يتناثر ورق الأشجار تحتها. عن السكوني ، عن أبى عبد الله عن أبائه (ع) قال قال رسول الله صلي الله علية وسلم خير العبادة قول (لا إله إلا الله)
عن جابر ، عن أبي الطفيل ، عن أمير المؤمنين قال : ما من عبد مسلم يقول لا إله إلا الله إلا صعدت وتخرق كل سقف ، لا تمر بشئ من سيئاته إلا طمستها حتى ينتهي إلى مثلها من الحسنات فيقف .قال الصادق : قول لا اله إلا الله ثمن الجنة. من ثواب الإعمال :قال رسول الله صلي الله علية وسلم :لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فأنها تهدم الذنوب ، ، فقالوا يا رسول الله فمن قالها في صحته ؟ قال :فذاك أهدم وأهدم ، إن لا إله إلا الله أمن للمؤمن في حياته وعند موته وحين يبعث . عن أبي عبد الله قال من قال :لا إله إلا الله مائة مرة كان أفضل الناس ذلك اليوم عملا إلا من زاد.عن زيد بر أرقم . عن النبي صلي الله علية وسلم قال من قال : لا إله إلا الله .مخلصا دخل الجنة وإخلاصه بها أن يعجزه عما حرم الله عز وجل.عن أبي سعيد ألخدري قال قال رسول الله صلي الله علية وسلم: ما قلت ولا قال القائلون قبلي (كلمة أفضل من) مثل لا إله إلا الله.عن أبو عمران ألعجلي رفعه قال : قال رسول الله صلي الله علية وسلم وأله ما من مؤمن يقول : (لا إله إلا الله) إلا محت ما في صحيفته من السيئات حتي ينتهي مثلها حسنات .
( فى التكبير وغير ذلك) .
عن أبي حمزة الثما لي قال : سمعت على بن الحسين يقول : من كبر الله عند المساء مائة تكبيرة كان كمن أعتق مائة نسمة .
قال الرضا : كان أبى يقول : من قال ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) صرف الله عنه تسعة وتسعين نوعا من بلاء الدنيا ، أيسرها الخنق وقال النبى صلي الله علية وسلم : من قال إذا خرج من بيته بكرة (بسم الله لا حول ولا قوة إلا بالله توكلت على الله ) قال الملكان كفيت ووقيت وهديت ، فيقول الشيطان كيف لى بعبد كفى ووقى وهدى .
عن أبى عبد الله قال : من قال : ( يا الله يا الله ) عشر مرات قيل له : لبيك ما حاجتك ؟ ومن قال : ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) سبعين مرة صرف الله عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء أيسرها الخنق ، قلت جعلت فداك ما الخنق ؟ قال : لا يقتل بالجنون فيخنق.
عنه عن أبائه قال : قال : من قال فى كل يوم ثلاثين مرة ( لا إله إلا الله الملك الحق المبين ) استقبل الغنى واستدبر الفقر وقرع باب الجنة
وقال النبى صلي الله علية وسلم : مثل البيت الذى يذكر فيه الله والبيت الذى لا يذكر الله فيه كمثل الحى والميت.
وقال صلي الله علية وسلم : لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده.
وسأله صلي الله علية وسلم رجل بأي سنن الإسلام وشرائعه تأمرني ؟ فقال صلي الله علية وسلم : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله .
من أمالي الشيخ أبن بابويه ، عن أمير المؤمنين " رضي الله عنه " قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأله : بادروا إلى رياض الجنة ، قالوا وما رياض الجنة ؟ قال : حلق الذكر. من الفردوس :قال النبى صلي الله علية وسلم أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون . ومن الأمالي أيضا : أن الصاعقة لا تصيب ذاكراً لله عز وجل. من المحاسن : عن يونس بن عبد الرحمن رفعه قال قال لقمان لابنه : يا بنى أحذر المجالس على عينك ، فان رأيت قوما يذكرون الله عز وجل فاجلس معهم فأنك إن تكن عالما ينفعك علمك و يزيدوك ، وإن تكن جاهلا علموك ولعل الله أن يظلهم برحمة فيعمك معهم ، وإذا رأيت قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم ، فانك إن تكن عالما لا ينفعك ، وان تكن جاهلا يزيدوك جهلا ، ولعل الله يظلهم بعقوبة فتمسك معهم .من الروضة: قال النبى صلي الله علية وسلم : ما جلس قوم يذكرون الله إلا ناداهم مناد من السماء : قوموا فقد بدلت سيئاتكم حسنات وغفر لكم جميعا ، وما قعد عدة من أهل الارض يذكرون الله إلا قعد معهم عدة من الملائكة ، وقال : ما جلس قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده. سئل النبى صلي الله علية وسلم أين رياض الجنة ؟ فقال : مجالس الذكر فاغدوا وروحوا فى ذكر الله .
{بسُم الله الرحمن الرحيم }-
-تقديم-
بقلم العبد الفقير إلى ربه المنان . على أبى الحسن عمران بن أحمد بن عمران . الحمد لله البر الرحيم الغفور الحليم . والصلاة والسلام على النبي الكريم صاحب الخلق العظيم . وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وأصحابه وآل بيته وكل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين .
أما بعد
فإن من فضل الله عز وجل علينا انتسابنا إلى الإمام القطب الغوث الفرد السيد على بن عبد الله بن عبد الجبار الشهير بأن الحسن الشاذلي رضي الله تعالى عنه . وحسبنا في مدح الإمام الشاذلي ما أنشده الشيخ البوصيرى من قصيدة له :
إن الإمام الشاذلي طريقه في . الفضل واضحة لعين المهتدى
فانقل ولو قدما على آثاره . فإذا فعلت فذاك أخذ باليد
قطب الزمان وغوثه وإمامه . عين الوجود لسان حال الموجد
ساد الرجال فقصّرت عن شأوه . همم المآرب للعلى والمشيد
إمّا مررت على مكان ضريحه وشممت ريح الند من ترب ندى
ورأيت أرضا في الفلاة بحضرة . مخضلة منها بقاع الفر قد
والوحش آمنة لديه كأنها . حشرت إلى حرم بأول مسجد
ووجدت تعظيما لقلبك لو سرى. في جلمد سجد الورى للجلمد
فقل السلام عليك يا بحر الندى الطامى ويا بحر العلوم المزيد
ولقد كان كذلك من طالع السعد أن أكرمنا الله بأحزاب إمامنا الشاذلي رضي الله عنه.وقد أذن شيخنا محيى الطريقة ورافع لواء الشاذلية والذي وشيخي العارف بالله تعالي الشيخ عمران احمد عمران رضي الله عنه وأرضاه لجميع خلفائه وتلاميذه
أفضل الأعمال:
أعلم أن ذكر الله تعالي علي الطريقة الشريعة من أفضل الأعمال وأعظم القر بات التى حث عليها الشر ع لما له من جميل الأثر في تهذيب النفوس واطمئنان القلوب واستنزال الرحمات وقمع الشهوات سواء كان سرا أو جهرا قيما أو قعودا وسواء كان الذاكر منفردا أو جماعة لعموم قوله تعالي ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب) . وقوله سبحانه ( فاذكروني أذكركم ) وقوله عليه الصلاة والسلام ( مثل البيت الذى يذكر الله فبه والبيت الذى لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت) وقوله صلى الله عليه وسلم (من فعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله تره(تبعه) ومن اضطجع مضطجعا لا يذكر الله فيه كانت عليه تره وما مشى أحد ممشي لا يذكر الله فيه إلا كانت عليه من الله ترة)
لا عذر لغافل :
وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال فى تفسير قوله تعالي ( فاذكروا الله قياما وقعودا وعل جنوبكم) لم يعذر الله أحدا في تركذكره إلا المغلوب علي عقله وعنه أنه قال في قوله تعالي ( فأذا قضيتم منا سككم فاذكوا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا ) إن هذه الآية نزلت فى أهل الجاهلية كانوا يجتمعون بعد الحج فيذكون أيام آبائهم وما يعدون من أنسابهم فنهوا عن ذلك وأمروا بالاجتماع للذكر على هذه الوجه.
رأي الصوفية :
وقد أكد الصوفيه أمر الذكر جهرا ومع الجماعة نظرا أن النفوس لما كانت كثيرة الخواطر والخطرات شديدة التقاعد عن العبادات تعتريها الغفلة عن الحق و تستميلها رؤية الأغيار كانت محتاجة في سيرها إلي هذا المقصد الاسمي وبلغوها تلك الغاية القصوي إلي استنباط همتها وتنشيط قوها وتقوية عزيمتها ، وذلك يكون بالجهر والرفقة الصالحة في هذا السبيل أخذا في الأول (أي الجهر) بما ورد في باب الدعاء من الأحاديث الصريحة في سماع النبي صلي الله عليه وسلم دعاء الداعين جهرا وإقرارهم علي ذلك وما ورد في كيفية قراءته عليه السلام للقرآن من الأحاديث الدالة علي أنة كان يقرؤه بعض الأحيان جهرا والذكر ان لم يكن باسم من أسمائه تعالي ألوارده في القرآن فهو من باب الدعاء كما قال تعالي (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
إرهاق النفس :
وأما ما ورد عن أبي موسي رضي الله عنه قال (كنا في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي صلي الله عليه وسلم أربعوا علي أنفسكم فأنكم لاتدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا بصيرا وهو معكم والذي تدعونه أقرب إلي أحدكم من عنق راحلته ) فمحمول علي إرهاق النفس وإجهاد القوي في الدعاء وأما الجهر مع الرفق واللين فسائغ في الحالين
ذكر الجماعة :
واستناد في الثاني ( الرفقة والجماعة ) إلي قوله عليه الصلاة والسلام (لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالي من صلاة الغداة حتي تطلع الشمس أحب إلي منأن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالي من صلاة العصر حتي تغرب الشمس أحب إلي من أعتق أربعة) أخرجه أبو داود وقوله عليه الصلاة والسلام (لا يقعد قوم يذكرون الله تعالي إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيما عنده )أخرجه مسلم والترمزي وقوله عليه الصلاة والسلام ( يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بى وأنا معه إذا ذكرني ،فأن ذكرني في نفسه وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه وإن تقرب إلي شبرا تقربة اليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت اليه باعا وأن أتانى يمشي أتيته هرولة) أخرجه الشيخان والترمذي وقوله صلي الله عليه وسلم (ان لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فاذا وجدوا قوما يذكرون الله تعالي تنادوا هلموا الي حاجتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلي سماء الدنيا فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم ما يقول عبادي . فيقولون . يسبحونك ويكبرونك . ويحمدونك . ويمجدونك . قال فيقول .هل رأوني . فيقولون .لا فيقول كيف لو رأوني لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر لل تسبيحا . قال فيقول فما يسألون ؟ فيقولون يسألون الجنة فيقول هل رأوها ؟ فيقولون لا . يارب فيقول كيف لو رأوها فيقولون . لو رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة . قال فم يتعوذون ؟ فيقولون يعتوذون من النار فيقول هل رأوها . فيقولون . لا يارب . فيقول كيف لو رأوها ؟ فيقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة. قال فيقول أشهدكم اني قد غفرت لهم .قال فيقول ملك منهم ، فيهم فلان خطاء ليس منهم انما مر لحاجة فجلس . فيقول قد غفرت له وهم القوم لا يشقي جليسهم )
مراد الحديث
والمراد انهم يلتمسون أهل الذكر في الأمكنة التي يليق أن يذكر الله فيها وهذه الاحاديث الصحيحة مع إثباتها مشروعية الجماعة وفضلها في الذكر تثبت مشروعية الجهر وفضله فيه لأنه هو الذي صيرهم جماعة كما هو المعهود لغة وعرفا إذ مع الأسرار فى الذكر يكونون فرادي وان جمعهم مكان واحد
الإخفاء والإظهار:-
وفصل بعضهم فقال الإخفاء أفضل عند خوف الرياء و الإظهار أفضل عند عدم خوفه وأولى من هذا التفضيل ما قبل ان القول بتقديم الإخفاء علي الجهر فيما إذا خيف الرياء أو كان فى الجهر تشويش على نحو مصل أو نائم أو قرئ أو مشتغل بعلم شرعي وبتقديم الجهر على الخفاء فيما إذا خلا عن ذلك وكان فيه قصد تعليم جاهل أو نحو نعاس أو كسل عن الداعى نفسه أو إدخال سرور على قلب مؤمن أو تنفير مبتدع عن بدعته أو نحو ذلك وقدسن الشافعية (وغيرهم) الجهر بآمين بعد الفاتحة وهى دعاء ويجهر بها الإمام والمأموم عندهم .
وفرق بعضهم بين رفع الصوت جدا كما يفعله المؤذنون فى الدعاء على المآذن وبين رفعه بحيث يسمعه من عنده (راجع تفسير الالوسي لآية الدعاء المذكورة)
وبالتأمل فى عموم الآيات و الأحاديث السابقة وفيما نقله الالوسي في الدعاء تعلم أنه لا وجه للقول بكراهة الجهر بالذكر إذا خلا عن الموانع الشرعية ولم يكن فية إخلال بشئ من آدابه المعروفة
﴿الذكر والصلاة علي النبى صلي الله علية وسلم والاستغفار والبكاء فى التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير﴾
عن أبي عبد الله عليه السلام .قال التفت رسول الله صلي الله علية وسلم إلي أصحابه فقال : اتخذوا جٌنناَ فقالوا: يا رسول الله من عدوا أظلنا ؟ قال : لا، ولكن من النار ، قولوا :( سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر)
وعنه ( على رضى الله عنه ) قال : قال رسول الله صلي الله علية وسلم :أكثروا من (سبحان الله والحمد لله ولا آله إلا الله والله أكبر) فأنهن يأتين يوم القيامة لهن مقدمات ومؤخرات ومعقبات وهن الباقيات الصالحات.
عن أبى بصير ، عن أبى عبد الله (رضي الله عنه ) قال : أن رسول الله صلي الله علية وسلم قال لأصحابه ذات يوم : أرأيتم لو جمعتم ما عندكم من الثياب والآنية ثم وضعتم بعضه على بعض أكنتم قرونه يبلغ السماء؟ فقالوا لا يا رسول الله فقال :أفلا أدلكم على شيء أصله فى الأرض وفرعه فى السماء ؟ قالوا: بلى يا رسول الله ، قال : يقول أحمدكم إذا فرغ من صلاة الفريضة (سبحان الله والحمد لله ولا آله إلا الله والله أكبر) ثلاثين مرة فأن أصلهن فى الارض وفرعهن فى السماء ، وهن يدفعن الهدم والحرق والغرق والتردي فى البئر وأكل السبع وميتة السوء والبلية التي تنزل من السماء على العبد فى ذلك اليوم ومن الباقيات [الصالحات] .
عن أبى عبد الله ، عن آبائه (رضي الله عنهم) قال قال رسول الله صلي الله علية وسلم : أربع من كن فيه كتبه الله من أهل الجنة : من كان عصمته شهادة أن لا آله إلا الله ومن إذا أنعم الله عليه النعمة قال :(الحمد لله) ، ومن إذا أصاب ذنبا قال : " أستغفر الله " ، ومن إذا أصابته مصيبة قال : " إنا لله وإنا آله راجعون "
عن أبى عبد الله ، عن آبائه (رضي الله عنهم) عن النبى صلي الله علية وسلم قال : جاء الفقراء إلى رسول الله صلي الله علية وسلم فقالوا يا رسول الله إن للأغنياء ما يعتقون وليس لنا ولهم ما يحجون وليس لنا ، ولهم ما يتصدقون وليس لنا ، ولهم ما يجاهدون وليس لنا ، فقال صلي الله علية وسلم :من كبر الله مائة مرة كان أفضل من عتق مائة رقبة ، ومن سبح الله مائة مرة كان أفض من سياق مائة بدنه ، من حمد الله مائة مرة كان أفضل من حملان مائة فرس فى سبيل الله بسروجها ولجمها وركبها، ومن قال : لا آله إلا الله مائة مرة كان أفض الناس عملا فى ذلك اليوم الا من ذاد ، قال : فبلغ ذلك الأغنياء فصنعوه ، قال : فعاد الفقراء إلي النبى صلي الله علية وسلم فقالوا : يا رسول الله قد بلغ الأغنياء ما قلت فصنعوه قال :(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء).
وقال صلي الله علية وسلم : لأن أقول " سبحان الله والحمد لله ولا آله إلا الله والله أكبر " أحب إلى مما طلعت عليه الشمس .
﴿في التحميد﴾
عن عبد الله قال : كان رسول الله صلي الله علية وسلم إذا أصبح يحمد الله ثلاثمائة وستين مرة عدد عروق الجسد ، يقول " الحمد لله كثيرا على كل حال "
وفى حديث آخر : وإذا أمسى قال مثل ذلك . قال النبى صلي الله علية وسلم :أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله فى السراء والضراء وقال الصادق صلي الله علية وسلم :شكر كل نعمة وان عظمت أن يحمد اللة
وعنه قال: ما أنعم الله على عبد مؤمن نعمة بلغت ما بلغت فحمد الله عليها الا كان حمد الله أفضل وأوزن وأعظم من تلك النعمة.
نفرت بغلة لأبى جعفر (على رضى الله عنه) فيما بين مكة والمدنية. فقال : لئن ودّها الله على لا شكرنّة حق . شكره فلما أخذها قال الحمد لله رب العالمين . (ثلاث مرات) ثم قال شكرا لله (ثلاث) عن أبي حمزة عنه علية السلام قال : أنبئك بحمد يضربك من كل حمد ، قلت له ما معنى يضربك ؟ قال يكفيك ، قلت : بلى، قال (قل) (اللهم لك الحمد بمحامدك كلها على جميع نعمك كلها حتى ينتهي الحمد إلي ما تحبه وترضى) عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من قال : أربع مرات إذا أصبح (الحمد لله رب العالمين ) فقد أدى شكر يومه ، ومن قالها إذا أمسى فقد أدى شكر ليلته.عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من قال : الحمد لله كما هو أهله، شغل كتاب السماء ، قلت : وكيف يشغل كتاب السماء ؟ قال يقولون : اللهم إنا لا نعلم الغيب ، فقال أكتبوها كما قالها عبدي وعلي ثوابها 0 عن أبي عبد الله (على رضى الله عنه) قال رسول الله صلي الله علية وسلم من قال (الحمد لله بمحامده كلها ما علمنا منها وما لم نعلم على كل حال حمدا يوازي نعمه ويكافئ مزيد ه علي وعلى جميع خلقه ) قال الله تبارك وتعالى بالغ عبدي في رضاي وأنا مبلغ عبدي رضاه من الجنة.
وقال : جاء رجل إلى أبي عبد الله فقال : جعلت فداك إني شيخ كبير فعلمني دعاءا َ جامعا؟ فقال : احمد الله فانك اذا حمدت الله لم يبق مصلٍ إلا دعا لك ، يعنى قولهم : (سمع الله لمن حمده )
(في التسبيح)
عن يونس بن يعقوب قال قلت لأبي عبد الله : من قال (سبحان الله) مائة مرة كان كمن ذكر الله كثيراَ ؟ قال :نعم .
عن أبي جعفر قال : من أكثر من قول (سبحان الله ) من غير تعجب خلق الله طيرا له لسان وجناحان يستغفر الله له حتى تقوم الساعة ومثل ذلك (الحمد لله ولا الله والله أكبر) عن أمير المؤمنين قال : التسبيح ينصف الميزان . والحمد لله يملأ الميزان والله أكبر يملأ مابين السماء والأرض .
عنه عليه السلام قال : من قال حين يمسي ثلاث مرات : سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ، وله الحمد فى السموات والأرض وعشيا ً وحين تظهرون ) لم يفته خير يكون في تلك الليلة. وصرف عنه عنه جميع شرها.
( في التهليل)
عن ابن عباس ، عن النبي (صلي الله علية وسلم) قال : ما من الكلام كلمة أحب إلي الله عز وجل من قوله: (لا إله إلا الله ) وما من عبد يقول : (لا اله إلا الله ) يمد بها صوته فيفزع إلا تناثرت ذنوبه تحت قدميه كما يتناثر ورق الأشجار تحتها. عن السكوني ، عن أبى عبد الله عن أبائه (ع) قال قال رسول الله صلي الله علية وسلم خير العبادة قول (لا إله إلا الله)
عن جابر ، عن أبي الطفيل ، عن أمير المؤمنين قال : ما من عبد مسلم يقول لا إله إلا الله إلا صعدت وتخرق كل سقف ، لا تمر بشئ من سيئاته إلا طمستها حتى ينتهي إلى مثلها من الحسنات فيقف .قال الصادق : قول لا اله إلا الله ثمن الجنة. من ثواب الإعمال :قال رسول الله صلي الله علية وسلم :لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فأنها تهدم الذنوب ، ، فقالوا يا رسول الله فمن قالها في صحته ؟ قال :فذاك أهدم وأهدم ، إن لا إله إلا الله أمن للمؤمن في حياته وعند موته وحين يبعث . عن أبي عبد الله قال من قال :لا إله إلا الله مائة مرة كان أفضل الناس ذلك اليوم عملا إلا من زاد.عن زيد بر أرقم . عن النبي صلي الله علية وسلم قال من قال : لا إله إلا الله .مخلصا دخل الجنة وإخلاصه بها أن يعجزه عما حرم الله عز وجل.عن أبي سعيد ألخدري قال قال رسول الله صلي الله علية وسلم: ما قلت ولا قال القائلون قبلي (كلمة أفضل من) مثل لا إله إلا الله.عن أبو عمران ألعجلي رفعه قال : قال رسول الله صلي الله علية وسلم وأله ما من مؤمن يقول : (لا إله إلا الله) إلا محت ما في صحيفته من السيئات حتي ينتهي مثلها حسنات .
( فى التكبير وغير ذلك) .
عن أبي حمزة الثما لي قال : سمعت على بن الحسين يقول : من كبر الله عند المساء مائة تكبيرة كان كمن أعتق مائة نسمة .
قال الرضا : كان أبى يقول : من قال ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) صرف الله عنه تسعة وتسعين نوعا من بلاء الدنيا ، أيسرها الخنق وقال النبى صلي الله علية وسلم : من قال إذا خرج من بيته بكرة (بسم الله لا حول ولا قوة إلا بالله توكلت على الله ) قال الملكان كفيت ووقيت وهديت ، فيقول الشيطان كيف لى بعبد كفى ووقى وهدى .
عن أبى عبد الله قال : من قال : ( يا الله يا الله ) عشر مرات قيل له : لبيك ما حاجتك ؟ ومن قال : ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) سبعين مرة صرف الله عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء أيسرها الخنق ، قلت جعلت فداك ما الخنق ؟ قال : لا يقتل بالجنون فيخنق.
عنه عن أبائه قال : قال : من قال فى كل يوم ثلاثين مرة ( لا إله إلا الله الملك الحق المبين ) استقبل الغنى واستدبر الفقر وقرع باب الجنة
وقال النبى صلي الله علية وسلم : مثل البيت الذى يذكر فيه الله والبيت الذى لا يذكر الله فيه كمثل الحى والميت.
وقال صلي الله علية وسلم : لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده.
وسأله صلي الله علية وسلم رجل بأي سنن الإسلام وشرائعه تأمرني ؟ فقال صلي الله علية وسلم : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله .
من أمالي الشيخ أبن بابويه ، عن أمير المؤمنين " رضي الله عنه " قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأله : بادروا إلى رياض الجنة ، قالوا وما رياض الجنة ؟ قال : حلق الذكر. من الفردوس :قال النبى صلي الله علية وسلم أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون . ومن الأمالي أيضا : أن الصاعقة لا تصيب ذاكراً لله عز وجل. من المحاسن : عن يونس بن عبد الرحمن رفعه قال قال لقمان لابنه : يا بنى أحذر المجالس على عينك ، فان رأيت قوما يذكرون الله عز وجل فاجلس معهم فأنك إن تكن عالما ينفعك علمك و يزيدوك ، وإن تكن جاهلا علموك ولعل الله أن يظلهم برحمة فيعمك معهم ، وإذا رأيت قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم ، فانك إن تكن عالما لا ينفعك ، وان تكن جاهلا يزيدوك جهلا ، ولعل الله يظلهم بعقوبة فتمسك معهم .من الروضة: قال النبى صلي الله علية وسلم : ما جلس قوم يذكرون الله إلا ناداهم مناد من السماء : قوموا فقد بدلت سيئاتكم حسنات وغفر لكم جميعا ، وما قعد عدة من أهل الارض يذكرون الله إلا قعد معهم عدة من الملائكة ، وقال : ما جلس قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده. سئل النبى صلي الله علية وسلم أين رياض الجنة ؟ فقال : مجالس الذكر فاغدوا وروحوا فى ذكر الله .
{بسُم الله الرحمن الرحيم }-
-تقديم-
بقلم العبد الفقير إلى ربه المنان . على أبى الحسن عمران بن أحمد بن عمران . الحمد لله البر الرحيم الغفور الحليم . والصلاة والسلام على النبي الكريم صاحب الخلق العظيم . وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وأصحابه وآل بيته وكل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين .
أما بعد
فإن من فضل الله عز وجل علينا انتسابنا إلى الإمام القطب الغوث الفرد السيد على بن عبد الله بن عبد الجبار الشهير بأن الحسن الشاذلي رضي الله تعالى عنه . وحسبنا في مدح الإمام الشاذلي ما أنشده الشيخ البوصيرى من قصيدة له :
إن الإمام الشاذلي طريقه في . الفضل واضحة لعين المهتدى
فانقل ولو قدما على آثاره . فإذا فعلت فذاك أخذ باليد
قطب الزمان وغوثه وإمامه . عين الوجود لسان حال الموجد
ساد الرجال فقصّرت عن شأوه . همم المآرب للعلى والمشيد
إمّا مررت على مكان ضريحه وشممت ريح الند من ترب ندى
ورأيت أرضا في الفلاة بحضرة . مخضلة منها بقاع الفر قد
والوحش آمنة لديه كأنها . حشرت إلى حرم بأول مسجد
ووجدت تعظيما لقلبك لو سرى. في جلمد سجد الورى للجلمد
فقل السلام عليك يا بحر الندى الطامى ويا بحر العلوم المزيد
ولقد كان كذلك من طالع السعد أن أكرمنا الله بأحزاب إمامنا الشاذلي رضي الله عنه.وقد أذن شيخنا محيى الطريقة ورافع لواء الشاذلية والذي وشيخي العارف بالله تعالي الشيخ عمران احمد عمران رضي الله عنه وأرضاه لجميع خلفائه وتلاميذه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق